الثامنة وست دقائق!

الثامنة وست دقائق / الثامنة وسبع دقائق / ........./ الحادية عشرة و تسع وخمسون دقيقة / الثالثة صباحا و عشر دقائق / العاشرة صباحا وثلاث دقائق / كان يتأكد من انه لم يزل بعد حيا !!

كل شيء يسير حسب العادة و المتفق / السيارات تعبر الشوارع / الاطفال يلعبون في الأزقة / العاشق السري ل كارون ابنة ابو انطون "محمود النجار" كعادتة هرب اليوم من المدرسة كما في الأحاد جميعا ولاحقها من شباك غرفتها وحتى سيارة ابيها التي انطلقت من ثوان فقط الى قداس الأحد/ "لم تعره كارون اي انتباه يذكر طوال العام" / عاد ابو يحيى جارنا يدق عصاة كأزميل في درج البناية كي يصل بيته في الطابق الثاني /جمعة الحلاق يغادر دكانه بعدته لا شك انه متوجه الى مكتب النائب عطية / خادمة الجارة الألمانية تخرج القمامة وتنزه الكلب / الجارة الألمانية ترسم في حديقة البيت / السيارة على حالها وفي مكانها منذ اكثر من 9 اشهر لانتهاء مدة ترخيصها / محمود النجار يتكئ على السيارة كالعادة ويدخن / ويكتب "من شان الله اغسلني" / يحدق مجددا في شباك كارون / يضرب عجل السيارة كالعادة / يبسق على الأرض وبمضي / سالم شقير يلبس شرواله كالعادة ويمسد شاربة الطويل / ابنه كمال يلبس شروالا ايضا ويتمنى لو يمتلك شاربا مثل شارب ابيه / كل شيء يسير حسب العادة والمتفق / البنايات في مكانها الصحيح حيث تركها اخر مره / كل شيء يسير بشكل منتظم وكما يجب / وسيارة الميتسوبيشي السيلفر وجهازي اللاسلكي و المخبران في مكانهما حيث كانا دائما منذ انتقالنا لبيتنا الجديد / الدرج في مكانه كالعادة / الباب في مكانه كالعادة / الكنبة كما كانت كالعادة / والغبار على حاله / صورة جيفارا المشدودة بالحائط / الكتاب مفتوح على صفحتة او مقفل كالعادة / فيروز صباحا كالعادة / وانتي كما لو لم تأتي / كما لو ان الغياب كان مكانك كالعادة/ كل شيء يسير حسب العادة والمتفق / يزداد اشتياقا للهروب فيكِ اليكِ منكِ معكِ كالعادة!

الثامنة وست دقائق / الثامنة وسبع دقائق / ........./ الحادية عشرة و تسع وخمسون دقيقة / الثالثة صباحا و عشر دقائق / العاشرة صباحا وثلاث دقائق / كان يتأكد من انه لم يزل بعد حيا / أعد قهوته / طالع اخبار الجريدة / اغمض عينية لثانية / وظن ان الوطن يقترب او يبتعد / القى بها / تحدث مع اخته في الخليج او في بلاد العجائب / كما تحب ان تسميها / ستحضر قردا صغيرا جديدا الى هذا العالم في اخر الشهر / تأمل اللوحة التي رسمها البارحة وهو يسلي الضجر في وجهِ احداهن/ لم يفقد براعته ابدا / احرقها / لا يريد التورط والريشة مجددا /قضم تفاحة وتذكر قصيدة قريبة الأثر / عاد لشباكه / عادت كارون ابنة ابو انطون لشباكها / عاد محمود النجار / عادت خادمة الجارة الألمانية والكلب / الجارة الألمانية ترسم في الحديقة / جمعة الحلاق يحلق للنائب عطية / سالم شقير يلبس شروالة ويمسد شاربة / كمال يلبس شروالا ايضا ويتمنى لو يمتلك شاربا مثل ابيه / المخبران في السياراة وجهازي اللاسلكي / ابو يحيى يدق بعصاة كالأزميل في ارضية الصالون / السيارة في مكانها وهذا امر جيد / "أغسلني من شان الله" في مكانها كالعادة / وانت تزدادين بعدا وغيابا كالعادة /يزداد اشتياقا للهروب فيكِ اليكِ منكِ معكِ كالعادة / ينام كالعادة / وبعد دقيقة يصحو / ليتأكد من انه لم يزل بعد حيا / وأن كل شيء يسير سيرا منتظما كالعادة!!

7/18/2009

1 Comment:

لبنــــــــــى said...

من زمان ما قلريت شي بيحكي عن الوقت و بيحدد الساعة
و بكون حلو يمكن لانو الوقت بالنسبة الي هاجس
بس هالمرة كان غير في طيات حروفك

تحية

 
رياح - Wordpress Themes is proudly powered by WordPress and themed by Mukkamu Templates Novo Blogger